وبغض النظر عن تقدم المجتمعات أو تخلفها، فإن الرغبة في فهم المرأة أو الكشف عن مكنوناتها ومحاولة فك ما يظنه البعض أحجيات مستعصية الحل في تركيبة النساء هذه الرغبة في الفهم، كانت ومازالت موجودة بقوة، رغم كل المؤلفات والأطروحات النفسية والاجتماعية التي قدمت تفسيرات وشروحات مهمة عن التركيبة السيكولوجية للمرأة، وقد يذهب بعض الرجال في الأمر بعيدا حين يقدمون على المفاخرة بأنهم “خبراء” في التعامل مع النساء بناء على فهمهم العميق للمرأة ورغباتها وأسرارها الدفينة، وآخرون يؤكدون أنهم عاجزون تماما عن قراءتها ويجهلون كيفية التصرف في بعض المواقف التي تبدو فيها المرأة في أوج غموضها، متمنعةً وبعيدة وعصية على الفهم، أو حساسة وهشة دون سابق إنذار بحيث يخشون الاقتراب منها كي لا يفشلوا في التصرف معها حتى لو كان الأمر عن حسن نية.