الفيلسوف والأكاديمي المغربي الكبير صاحب الباع الطويل في الدراسات الفلسفية الحديثة بروفيسور عبد العزيز بومسهولي وجولته الجديدة في مسألة الزمان وسؤال الفلسفة.. ففي هذا العمل الذي أنجزه من خلال بناء مفهومي تراكم عبر تأمل قوي، يفتح بومسهولي منفذًا جديدًا لتحديد تصوره للزمان من خلال حديثه عن المستقبل كإرادة عُليا للحياة، تُحرك الإنسان الغارق في رتابة عالمه اليومي. فالمستقبل حسب هذا التصور يمنح "للكائن الوعي بالمسئولية عن حياة جديدة، حياة تعتبر تعددًا لتجربة الكائن في العالم"، وبذلك فهو يشيد أفقًا أنطولوجيًا للزمان. لا مجال للتردد والالتباس لدى بومسهولي فالمستقبل هنا «لا يعني التقدم في الزمان وإنما حمل الوجود على أن يُعاش ثانية بمضاعفة شعور الكينونة بالزمان». هنا يُكرس بومسهولي منظورًا تُصاغ فيه الحُرية كعمل يشتغل في صميم بنية الزمان، يُباعد بين أبعاده، يجعل المستقبل من حيث هو إرادة مبثوثة في الحياة يشتغل كمقاومة للماضي وكتبديد لنفوذه. وذلك يعني أنه يحطم بضربة واحدة منطق الحتمية. إن المستقبل كما يقول «هو البُعد الزمني الذي ينخر بنية الماضي». إنه الحرية عينها المتحركة في قلب الحياة والشكل الأقوى للتجاوز.