الحقيقة، بطبيعتها، لا تتغير مع تغير العصور. والمبادئ التي طرحها جورج إس. كلاسون في دليله الكلاسيكي للثروة المالية، أغنى رجل في بابل (ترجمة جرير)، تظل مفيدة في القرن الحادي والعشرين كما كانت عندما بدأ كلاسون في كتابة هذه الدروس في شكل كُتيب صغير في عام 1926 ونشرها ككتاب بعدها بأربع أعوام. الدرس الأساسي لكلاسون -"ادفع لنفسك أولًا"، والذي يتطلب منك ادخار عشرة في المائة على الأقل من دخلك قبل أن تنفق المال على أي شيء آخر- هو الآن المبدأ الأساسي في العديد من كتب الإرشاد المالي. ومع ذلك، كون دروس كلاسون عالمية لا يعني أنها لا تحتاج إلى تحديث في ضوء التحديات المالية الحالية. أنا أكتب هذه الكلمات في وسط أزمة وباء كوفيد العالمية، والتي تدخل الآن عامها الثاني. يواجه عالمنا أزمة اقتصادية مشابهة لأزمة الكساد العظيم، والتي تصادفت مع كتاب كلاسون الأصلي. ولكن هناك عدة اختلافات أساسية: تكلفة الرعاية الصحية. كتب كلاسون أغنى رجل في بابل في عصر كانت الرعاية الصحية والتأمين الصحي يعملان على نطاق اقتصادي مختلف. ولهذا السبب، لن تجد أي ذكر للتكلفة الصحية المتصاعدة في كتاب كلاسون، ولن تجد كذلك أي ذكر عن كيفية ملاءمة هذه التكلفة التي تخرج عن السيطرة في متطلبات الميزانية للفرد. الانغلاق الاقتصادي. حتى بعد أن يتعافى الاقتصاد من أزمة كوفيد، ستواجه الشركات والأفراد التأثيرات بعيدة المدى، والتي غيرت من طريقة العمل وأجبرتنا على موازنة مدخراتنا وتسديد ديوننا مع حاجاتنا للسيولة والأموال النقدية. تكلفة البداية. يسعى عدد متزايد من الناس الآن إلى العمل المستقل أو العمل من البيت على المدى الطويل، وستكون بعض التكاليف اللازمة لإنشاء هذا العمل -والتي يمكن تدبيرها من خلال القروض- ضرورية لتغطية الاحتياجات التكنولوجية والأدوات المنزلية للعمل المستقل أو العمل من البيت.في كتاب "خطة العمل" هذا، سنضع هذه الأمور في اعتبارنا عند تطبيق الأفكار الثاقبة الواردة في دروس كلاسون الأصلية.
