-يأتي عنوان الكتاب مصوراً للفلسفة التي يتبناها هذا الكتاب، إذ يتمثله بعدان، يرتكز أولهما على مصادر الحوارات، ويهدف الثاني المستهدف.. ينشد البعد الأول غاية الحوار ومأثرته من حيث إنه يستهدف الوصول إلى الحقيقة، أي أنه يعلم الناس، فيما يمثل بداية طريق مشاركة ديمقراطي يرفض الأفكار سابقة التجهيز، ويحطم قيود احتكارية ...النخبة.إن هذه الحوارات بالإضافة إلى كونها نافذة تستشرف الأسباب والدوافع، لكل دهاليز وأسباب الحياة السياسية البريطانية-فهي محاولة كذلك للنفاذ إلى الأسباب والمقدمات، بدلاً من الاكتفاء بالاشتباك مع النتائج... بما يجعلنا لا نرى مواقف الآخر تنطبق تمام الانطباق على مواقفنا... فقد تعودنا-للأسف-أن نستهول الاختلاف ونستهل الخلاف...لم تترك هذه الحوارات شيئاً في الشؤون الحزبية البريطانية، أو البنود المطروحة على الأجندة الديمقراطية والتشريعية، أو الأزمة الأيرلندية أو كل ما يعتمل في ساحة الشرق الأوسط، إلا وتناولته بالفحص والتدقيق وعرض كافة الأبعاد التي يستلزمها الحوار...إن الحوارات-في مجملها-فرصة رائعة للكشف عن الآخر.. كيف يفكر.. كيف يرانا.. كيف يمكن أن نتواصل معه... لا لشيء، وإنما لأن عالم الغد لن يكون لنا وحدنا، ولن يكون كذلك للآخر وحده.. وإنما لا بد أن يكون لنا معاً، نحن والآخر...يعرض الكتاب مجموعة من المحاورات السياسية ، قام بها المؤلف مع عدد من الوزراء والساسة الإيرلنديين والبريطانيين ،وآراؤهم المختلفة بالنسبة للسياسة الداخلية أو السياسة الخارجية ،خاصة فى الشرق الأوسط .