يوضح ميشيل فوكو معنى الممارسات الخطابية بأنها لا تعني النشاط العقلي الذي يقع داخل الذهن الإنساني، كما لا تعني عملية الصياغة التعبيرية الكلامية التي يقوم بها الفرد المتكلم لفكرة معينة، وهي لا تعني ايضاً المقدرة على التكلم بل إنها كما يقول: "مجموعة من القواعد الموضوعية والتاريخية المتبقية المعينة والمحددة دوما في الزمان والمكان، والتي حددت في مدة زمنية بعينها، وفي نطاق اجتماعي واقتصادي وجغرافي أو لساني معطى، شروط ممارسة الوظيفة العبارية".حاولت الحفريات الفوكوية أن تبين لنا (أنظمة تبعثر) هذه التشكيلات الخطابية أو الممارسات الخطابية، وخصائصها، وبذلك تكون مختلفة عن غيرها من فلسفة، أو تاريخ العلم، أو علم اللغة، أو العلم والأيديولوجيا أو النظرية، لأنها تشير إلى الاختلاف والتبعثر الخطابي. وتتكون التشكيلات الخطابية من أربعة عناصر (الموضوعات، المفاهيم، التعابير الاستراتيجيات النظرية أو الفكرية)، ويسمي فوكو الشروط التي تخضع لها هذه العناصر والتي تكون تشكيلات خطابية، بـ "قواعد التشكيلة"، التي هــي "شروط الوجـود، وكذلك التواجد والاحتفاظ والتحوير داخل توزيع خطابي معطى".