لقد نزلَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ بالقرآنِ العظيمِ على رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعدَ أن تلقّاهُ من ربِّ العِزَّةِ جلَّ وعلا، فكان يقرؤه على رسولِ اللهِ تماماً كما تلقّاه، وقد أدّى رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم ما تلقّاه إلى الصحابةِ، فتلقّاه الصحابةُ رضي اللهُ عنهم غَضّاً طريّاً كما أُنزلَ، ثم نقلَ القرّاءُ من المسلمينَ القرآنَ وضبَطوه فكانوا يقرؤونه كما تلقَّوه من شيوخِهم تماماً، ولكنْ ظهرَ على مرِّ العصورِ أقوامٌ أبَوا إلّا أن يقرؤوا القرآنَ الكريمَ بالمَقامات، فدفاعاً عن القرآنِ وقرّائِه رأى المؤلِّفُ أن يجمعَ في هذا الكتابِ فتاوى العلماءِ في موضوعِ قراءةِ القرآنِ بالأنغامِ، فذكرَ نصوصَ العلماءِ في حكمِ القراءةِ بالألحانِ ليكونَ المسلمُ على بصيرةٍ من أمرِه، ومتَّبِعاً لِما ثبتَ من دِينهِ.
