في هذا الكتاب، الذي صدر في الوقت المناسب، يقدم رسل، الفيلسوف والملحد وعالم الرياضيات والمدافع الشهير عن السلام، دراسة موجزة ولكن ثاقبة للصراعات بين العلم والدين التقليدي في القرون الأربعة الماضية، من خلال دراسة الروايات التي اصطدمت فيها التطورات العلمية مع العقيدة المسيحية أو تفسيرات الكتاب المقدس في ذلك الوقت، بدءاً من غاليليو والثورة الكوبرنيكية، إلى الإنجازات الطبية في التخدير والتلقيح، يشير راسل إلى الاضطراب المستمر وإعادة تقييم أنظمة معتقداتنا عبر التاريخ. وهو بدوره يحدد أين لا تزال هناك مناقشات مماثلة بين العلم الحديث والكنيسة حتى اليوم.نلاحظ في هذا الكتاب أن الفيلسوف رسل مسلح معرفياً على مستويين، يتجسد المستوى الأول في اطلاعه الواسع والعميق على الديانة المسيحية بوصفها ديناً تاريخياً، وعلى نصها الموجود بين دفتي كتاب والممارسات التاريخية التي ادعت أنها تشكل امتداداً له، أو تعده مرجعية. أما المستوى الثاني فيتجسد في تبحّر الفيلسوف في الثقافة العلمية وآخر ما توصل إليه العلماء في اكتشافاتهم واختراعاتهم ومنطلقاتهم النظرية وهذا ما جعله في موقع متقدم كي يقود صراعاً مثمراً مع الدين حين يستسلم للخرافة والتخلف ويقف عائقاً أمام التقدم.من المؤكد أن هذا الكتاب الكلاسيكي سيثير اهتمام جميع قراء الفلسفة والدين، بالإضافة إلى المهتمين بفكر راسل وكتاباته.