يحتاج العمل النقدي الإجرائي لموهبة واستعداد ثقافي ومعرفي رصين، وذائقة شديدة الرقي ورغبة في الممارسة وخبرة تدعم ذلك كله، وهو ما يؤلف ما نسميه "الشخصية النقدية" القادرة على استيعاب منطلقات النظرية وتطويعها وتسخيرها لخدمة الممارسة، ومن دون حضور هذه الشخصية النقدية الأصيلة والواضحة والقوية فلا فائدة تُرتجى من النظرية ومن الرؤية ومن المنهج ومن كل شيء، لأن هذه المفردات كلها لا تعمل بالكفاءة النقدية المطلوبة فنياً وجمالياً خارج هذه الشخصية النقدية القادرة على وضع كل شيء في موضعه الصحيح والمناسب، بحيث تصل كفاءة الأدوات في ظل رعاية الشخصية أقصى درجة بوسعها أن تقول كل ما هو ممكن وضروري ومتاح ومناسب وحيوي ومفيد وجميل.