ينطلق الكتاب من طرح بعض الإشكالات الأولية الهامة المرتبطة بالقاموسية، على رأسها تحديد مجال القاموسية، وموضوع اشتغالها، وأهم مفاهيمها وبعدها النظري وكذا الإجرائي. تتلخص الاستراتيجية المؤسسة للكتاب في دراسة الصناعة القاموسية في ملامحها العامة ومنعطفاتها التاريخية الكبرى، مع تتبع مراحلها التأسيسية الأولى، وتحديد دواعي نشأتها والتطورات التي خضعت لها، من هنا التركيز على الانطلاق من رصد القاموسية في مختلف الحضارات القديمة كالحضارة الصينية والحضارة الهندية والحضارة الفارسية والحضارة اليونانية والرومانية والانتقال إلى دراسة القاموسية العربية التي سارت في منحيين: قواميس المعاني و قواميس الألفاظ. خصص الكتاب أيضاً حيزاً هاماً لدراسة الصناعة القاموسية الغربية، واهتم بالوقوف على الأسباب التي جعلتها أداة فعالة للترويج للغاتها ونشر ثقافاتها وعلى رأسها اعتمادها على البعد العلمي والتعليمي واستحضار ها للمتلقي الناطق باللغة، والمتلقي الناطق بغيرها.