إن الحديث عن وجود هواية الصيد بالصقور في المغرب يرجع إلى أيام ما قبل ظهور الإسلام؛ ففي التاريخ القديم لإفريقية الشمالية إشادة بالثروة التي تنعم بها القارة من ناحية الطيور الكاسرة. وكان لوجود رسوم هذه الطيور على الفسيفساء دلالة واضحة على تعلق الناس بالطير، ولا بد أن لعادة الوشم المعروفة في المغرب والتي عرفت بوشم العقاب ارتباطاً بوجود الهواية منذ القدم. وقد كان لكل واحد من هواة القنص قصته الخاصة في التعرف إلى هذه الرياضة، فمنهم من ورثها عن آبائه وأجداده، ومنهم من وصلته عن طريق معارفه وأصدقائه. ومن بين الأسباب التي دفعت إلى الاهتمام بالكتابة حول هذا الموضوع؛ إهمال بعض الذين كتبوا عن البيزرة وخاصة المشرقيين، وإهمالهم للآثار الأصيلة المتعلقة بهذه الهواية في بلادنا، تلك الآثار التي لم تنفك شاخصة على مر التاريخ إلى عصرنا الحاضر، ليس فقط بممارستها الموروثة؛ ولكن بوثائقها المكتوبة وقصائدها المتنوعة في العصور التاريخية المتقدمة.