يعدّ هذا الكتاب من أحسن كتب المعاني القديمة التي بين أيدينا تبويباً، فهذا المعجم مقسّم إلى عددٍ من الكتب المسهبة، تحمل العناوين التالية: خلق الإنسان، الغرائز، النساء، اللباس، الطعام، الأمراض، المنازل، السلاح، الخيل، الإبل، الغنم، الوحوش، الحشرات، الطير، الأنواء والسماء والفلك، الدهور والأزمنة، الأهوية والرياح والماء، النخيل والنبات، المعادن من مزايا هذا الكتاب حرص المؤلف على ذكر مصادره في كل خطوة يخطوها، إنه لم يذكر أسماء الكتب التي يصدر عنها، بل يجتزئ عادة بذكر المؤلفين، ومما يجلب الإنتباه أيضاً، ما يظهره المؤلف من ورع علمي في الجمع والنقل، فكثيراً ما نراه في حال إختلاف من ينقل عنهم - كإختلاف مثلاً في تحديد معنى لفظة أو صيغة من صيغها - يذكر الروايات المتضاربة كلها ويضعها بموضوعية أمام القارئ دون أن يقطع بإحداها. ومن المزايا التي له أيضاً كثرة ما فيه من الشواهد المختارة من الشعر القديم خاصة، مما يؤكد معنى الألفاظ في نفس المراجع من جهة، ويطلعه على طريقة إستعمالها من جهة ثانية. إن مراجعة هذه الفهارس المطولة ليست دائماً بالأمر السهل، لأنها تستغرق وقتاً غير قليل، ولذا حاول ناشرو بعض كتب المعاني أن يضعوا لها فهارس أو مفاتيح أبجدية تهدي الباحث إلى مواطن اللفظ الذي يختاره من أقصر السبل.