ما المعرفة؟ وما الانفعال؟ هل هناك رابط بينهما؟ كيف تتفاعل المعرفة مع الانفعالات في الصحة والمرض؟ هل يمكن لدراسات الدماغ البشري أن تعيد من صياغة فهمنا لهما؟ كل هذه الأسئلة وغيرها كانت حكرًا على الفلاسفة والمفكرين لحقب طويلة من الزمن، ولم يحلُم العلماء يومًا بأن تتصدر هذه الأسئلة عنواين البحوث العلمية منذ نهايات القرن العشرين وحتى الآن. والكتاب الحالي يحاول إماطة اللثام عن بعض مواضيع هذه الأسئلة، عبر تناول اثنان من أكثر المفاهيم دراسًة في الوقت الحاضر، وهما: الوظائف التنفيذية والتنظيم الانفعالي. وما يميز هذا الكتاب عن نظائره، هو عدم الاكتفاء بالعرض المدرسي الشائع للتعريفات والنماذج النظرية، بل محاولة فهم الأسئلة ذاتها، وسُبل الإجابة عنها، ومناقشة الإجابات الحالية وموازنتها. فضلًا عن تناول أحد أهم التصورات الحالية في دراسة الوظائف التنفيذية، وهو "اتجاه الوحدة والتنوع"، وكذلك تقديم نموذج إرشادي تصنيفي لخطط التنظيم الانفعالي، بالإضافة إلى ربط هذه المعرفة بتخصصٍ علميٍ شديد التعقيد، وهو علم النفس العصبي الإكلينيكي. ثم تناولت المؤلفة بالتفسير والتحليل الدقيق - من خلال الدراسة الميدانية- أداء مرضى الأورام الدماغية الجبهية على واحدة من أهم وأشهر البطاريات دراسًة واستخدامًا في علم النفس العصبي، ألا وهي بطارية ديليس-كابلان للوظائف التنفيذية، والتي تستخدم لأول مرة في الوطن العربي لفحص وتقييم هذه الفئة من الأمراض العصبية. وبذلك، تأمل المؤلفة أن يكون هذا الكتاب معينًا لكل المهتمين بدراسة الظواهر ذات المكونات المتعددة، وبالأحرى، ضبط المعرفة النفسية العصبية ضبطًا كميًا وكيفيًا. راجيًة أن يتمكن دارسيّ هذا التخصص الماتع من الجمع بين العلم والممارسة المهنية
