يؤرخ فيلسوفنا ومؤرخنا القدير يوسف كرم في هذا الجزء لمساحة زمنية شاسعة امتدت لعدة قرون تبدأ من نهايات العصر الوسيط وبدايات عصر النهضة والعصر الحديث في القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين مع ما في هذه المساحة الزمنية من زخم فكري كبير وكثرة من الفلاسفة والتيارات الفلسفية في كل البلاد الأوربية وأمريكا تحدث فيها الفلاسفة في كل شيء وحملوا لواء التنوير والتحديث وعبروا بأوربا والغرب من عصور الظلام والجمود كما كانوا يطلقون على العصور الوسطى إلى عصر جديد تمامًا دانت السيادة الفكرية والعلمية والاقتصادية بل والاجتماعية والفنية والأدبية للغرب. إن يوسف كرم في هذا الجزء يواصل إبداء ملاحظاته النقدية على كل ما يعرضه من مذاهب وأفكار لهؤلاء الفلاسفة، ولعلنا نلاحظ دائمًا علو نبرة النقد والرفض لهذه الأفكار التي تمس التوجه الروحي للأفراد والمجتمعات أو التي تشكك في العقائد الدينية أو تقلل من شأنها. ومن هنا فإن يوسف كرم لم يكن مجرد المعارض المحايد، بل كان الفيلسوف الذي يستعرض الآراء والمذاهب الفلسفية بأقصى قدر من الموضوعية، وفي ذات الوقت لا يتركها تمر مرور الكرام، بل يحرص على تفنيد ما يستحق التفنيد منها ونقد ما يستحق النقد.
