العِنايَةُ الإِلَهيَّةُ بِهذا الدِّينِ لَا تَنْقَطِعُ، واللهُ تَعالَى يُهَيِّئُ لِهذهِ الأُمَّةِ عُلَماءَ أَجِلَّاءَ، وَقُرَّاءً مُتْقِنِينَ على مَرِّ العُصورِ، يُعْنَونَ بِالقُرآنِ الكَريمِ، فَيَتَلَقَّى الخَلَفُ مِنْهُمْ عَنِ السَّلَفِ مَسائِلَهُ ودَقائِقَهُ، وَيُبَيِّنُونَ مَا غَفَلَ عنه المُبتَدِئُونَ، وتَنَبَّهَ إِلَيهِ الرَّاسِخُونَ. وقَدْ كَانَ مِمَّنْ تَصَدَّرَ لِذلِكَ بِجَدارةٍ، وأَجادَ فِيهِ بِأَغْنَى إِفادَةٍ، فَضِيلةُ الدكتورِ المُقْرِئُ مُحمدْ خالِدْ العُلَبِيُّ حفِظَهُ اللهُ في سِفْرهِ هذا: "تَبْصِرَةُ المُبْتَدِي وَتَذْكِرَةُ المُنْتَهِي"، والذي جَمَعَ فِيهِ: المُلاحَظَاتِ وَالتَّنْبِيهاتِ والإِرْشاداتِ التِي دَوَّنَها أَثْناءَ خَتْمِهِ عَلَى شَيخِهِ مُحَمَّدْ طَهَ سُكَّرْ رَحمَهُ اللهُ. المَسائِلَ المُشْكِلَةَ التِي تَناثَرَتْ فِي كُتُبِ التَّجويدِ والقِراءَاتِ مِمَّا حَارَ فِيهَا الطُّلَّابُ حَولَ رِوايةِ حَفْصٍ عَنْ عاصِمٍ من طريقِ الشاطبيةِ.