يُعنَى هذا الكتابُ بجَمعِ جُهودِ العلماءِ في ضَبطِ المصحفِ الشريفِ - التي تَيَسَّرَ الوقوفُ عليها- منذُ القَرنِ الأولِ، وحتى القَرنِ الرابعَ عشَرَ الهجريِّ، ودراسةِ هذهِ الجُهودِ دراسةً تحليليةً نقديةً، تتضمَّنُ جانِبَين: الأولُ: المؤلِّفُ والتعريفُ به، والثاني: المؤلَّفُ والوقوفُ على كلِّ تفاصيلِه وقضاياهُ ومُناقشَتُها؛ ليكونَ القارئُ الكريمُ مُلمًّا بها، جامعًا بينَ الدراسةِ النظريةِ، والتطبيقيةِ، لا سيَّما وأنَّ موضوعَ نَقْطِ المصحَفِ وضَبطَهُ قد أُهمِلَ ونُسِيَ وضاعَتْ أغلَبُ المؤلَّفاتِ فيه، وبخاصَّةٍ الأصولَ الأُولى منه، فلم يَبْقَ منها شيءٌ ذو بالٍ؛ لذا يُعَدُّ الظَّفَرُ بهذه الكتبِ ودِراستُها أمرًا ذا قيمةٍ عظيمةٍ؛ لأنَّه يَعكِسُ أفكارَ أصحابِها وآراءَهم، ومَوقِفَ الدِّراسةِ منها.