إنَّ ممّا لا يخفى على أصحابِ البصائرِ أنَّ عِلمَ التجويدِ مِن أقدمِ العلومِ الشرعيةِ نشأةً وتأليفاً، وهو مِن أشرفِها لتعلُّقِه بكلامِ ربِّ العزَّةِ، وتعلُّقهِ كذلك بالمعلِّمِ الأولِ المصطفى صلّى اللهُ عليه وسلَّم، وهذا الكتابُ هو عملٌ مطوَّلٌ دقيقٌ في علمِ التجويدِ، ومن أكثرِها استيعاباً لمسائلِه وقضاياه، فقد جمعَ شَتاتَ المسائلِ ونظمَها في عِقدٍ واحدٍ، كما جمعَ الرَّأيَ الراجحَ في الأبوابِ كلِّها مع ذِكرِ الشاهدِ على ذلك مِن أقوالِ مَن سبقَنا مِن الأئمةِ العلماءِ، وقد تحلَّى برسومٍ دقيقةٍ تساعدُ القارئَ على تحسينِ لفظِ الحرفِ الذي هو أصغرُ وَحدةٍ في البناءِ القرآنيِّ، فكان هذا الكتابُ خلاصةَ مسيرةٍ قرآنيةٍ تجويديةٍ في التعليم.