التحريض على العنف، أو تزويده بغطاء أيديولوجي أو ديني أو تنظيري لإضفاء الشرعية عليه أو تبريره أو التهوين منه هل يُعَدُّ هذا الأمر عملًا عنيفًا في حد ذاته؟ فوفقًا لنظرية أفعال الكلام Speech acts theory»، التي أسس لهـا أوستين Austin في كتابه الشهير How to do Things with Words“ (كيف نصنع الأشياء بالكلمات؟) ، يذهب إلى أنّ الأفعال السلوكية لا تُنجز إلَّا بالأقوال التعبيرية عادةً ما تسبقها وتمهد لها. ووفقًا لهذه الفرضية، تسعى هذه الدراسة - أولًا - إلى تحديد المقاربات المعرفية التي تقوم عليها المناهج النظرية المختلفة في السياق الأكاديمي الغربي لدراسة ظاهرة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. ثانيا، فَهم كيف تترجم تلك المقاربات النظرية والمعرفية إلى ممارسات منهجية منتجة للمعرفة بخصوص تلك الظاهرة. ثالثًا، تحديد بعض التحديات المعرفية والأخلاقية التي تواجه دراسات التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام وعلى رأسـها مـا يمكننــا تسميته تبييض العنف». وأن نفكر في نهاية العمل في أسس مقاربة معرفية أكثر وعيًا لطبيعة التطرف الإسلاموي وأسبابه المؤدية إلى العنف.