"خوفنا ليس له وجهُ ميّت الموتى لطفاءُ معنا نحملهم فوق الأكتاف ننام تحت الدثار نفسه نُسْبلُ العيون نُعَدّلُ الأفواه نختارُ مكانا يابسا وندفنهم.." لم يحظ شاعرٌ بولندي في الثلاثين سنة الأخيرة بإجماعٍ النقّاد والشعراء والقرّاء كما حظي به شعر وشخصية الشاعر زبيغنيف هربرت. لقد رأى في الشّعر مجالًا وأداة للغضب والتنفّس والتأمّل وتصفية حساب مع رداءة العالم. الشعر بالنسبة إليه يعني أيضًا امتلاك قوّة خفيّة، والقُدرة على التخفيف من وطأة المعاناة والازدراء في المجتمع. ثمّة في شعره ثيمات مهمّة تتناول العلاقة بين الفرد والأنظمة الشموليّة، بين الفرد والطبيعة، وبينه وبين مُحيطه، علاوة على تناول مصائر الأفراد الذين خانهم الأمل ونخرهم الألم جرّاء شجاعتهم وتضحياتهم. وظّف في شعره الأفكار والشخصيات والأحداث المستلة من التاريخ وكذا الأساطير الإغريقية ليجد فيها ما يمكن جعله مقاربة للواقع المعاصر.