تتجول شينورة، بطلة الرواية، في الأسطر والأمكنة والأزمنة تلتقط الروائح، وتجعل القارىء يشعر بملمس قدميه الحافيتين على العشب، ويسمع صوت قطرات المطر فوق الزينكو، يشعر بالحر، وبطعم البرتقال، وبلسعة الناموس في قدميه. إنها الكاتبة أحلام بشارات باسم شينورة، تكتب لنا بتفاصيل منمنمة، عن مشاهد من طفولتها أثناء عيشها في الأغوار الفلسطينية. تنقل لنا صورة الغور والعائلة والفقر، إنها سيرة بطريقة مختلفة مقدمة للناشئة مثل فلم ذاكرة يسرد أرشيفاً لصور بقيت عالقة في الذهن دون أن تكون متسلسلة كما تعودنا. إنها سيرة شجرة البونسيانا، أيقونة المكان ومجازه، وما بقي من ذاكرة الكاتبة شاهدة حتى الآن على سيرتها. شينورة الكاتبة، والسياسية، والحالمة، والمتأملة، والمشاغبة، والفيلسوفة، والحزينة، والسعيدة، إنها قصة العديد من الفتيات اللواتي كن يحلمن أن يكن مصممات أزياء وأصبحن كاتبات عن الأشجار. هي قصة المكان الذي أصبح فارغاً.