نبع هذا الكتاب من رصد وحل مشكلات وأسئلة العملاء الذين يريدون تطوير أصواتهم على مدار عشرة أعوام وأكثر من التدريب. على مر الأعوام، كونت خبرات في تشخيص طبيعة الأخطاء في الطريقة التي يتحدث بها الناس، وقد كنت ناجحة في المجمل في مساعدتهم على التحدث بصورة أكثر فاعلية. لكن اطلاعهم على المشكلة ومساعدتهم على معرفة ما يفعلونه حيالها لم ينجح في كل مرة. خلال عملي مع الأشخاص، أدركت أنه عندما أعلم أساليب الحركة المطلوبة لأجزاء مختلفة من الجسد من أجل تحسين المهارات الكلامية، يصبح البعض أكثر خجلًا وتحفظًا، وليس أقل، وبالتالي لا يتحسنون بالقدر المطلوب. في أواخر التسعينيات، انهمكتُ في الممارسات النفسية للبرمجة اللغوية العصبية NLP وأدركت أن هناك الكثير لتعلمه من خلال مراقبة الشخصيات الناجحة في أي مجال عن كثب (الأمر الذي تطلق عليه البرمجة اللغوية العصبية "النمذجة"). تستخلص البرمجة اللغوية العصبية نهجًا شموليًا للتعلم من الشخصيات الناجحة، دون تجاهل أي شيء في البداية، وتوظف مستوى من الوعي في ملاحظة النماذج يتجاوز ملاحظة السمات المبدئية الجلية. ظهرت البرمجة اللغوية العصبية في الأصل من نمذجة ممارسات الأطباء النفسيين الناجحين. خضعت النماذج الأولى -وهم المعالج النفسي فريتز بيرلز، والمعالجة الأسرية فرجينيا ساتر، ومختص التنويم المغناطيسي ميلتون إتش. إيركسون- للمراقبة والمحاكاة ودراسة أدق تفاصيلهم على مدار فترة من الزمن، وقد ظهرت من تلك الدراسات أنماط معينة يمكن للآخرين محاكاتها. وعليه يمكن للناس من خلال النمذجة تعلم كيفية تحقيق نتائج مشابهة.
