إن الشِعر مرتبط بالغناء والغناء لايقوم إلا على الموسيقى وقد كان الأعشى الكبير ميمون بن قيس يلقب بصنَّاج العرب لأنه كان يضرب على آلة موسيقية اسمها الصَّنج وذلك من أجل أن يستقيم وزن البيت الشعري لديه وهاهو الإمام السيوطي -رحمه الله- يربط بين الشعر والغناء من خلال قوله :"لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع إلا أن صناعة الإيقاع تقسم الزمان بالنغم وصناعة العروض تقسم الزمان بالحروف المسموعة" وهذا الفهم جعل النقد الحديث يقسم الإيقاع الشعري في القصيدة إلى إيقاع خارجي وإيقاع داخلي باعتبار أن الشعر له علاقة بالإيقاع رغم اختلافه عن الموسيقى لأن الشعر متصل بالتفاعيل العروضية بينما الموسيقى مرتبطة بالإيقاع النغمي ومن أشكال الإيقاعات النغمية المقام الموسيقي الذي هو فن من فنون الغناء إذ يعتمد على تذوق خاص تقوم عليه الألحان حيث يتكون من مجموعة من النغمات وهو ليس مقاماً واحداً بل عدة مقامات لايشعر بها ولا يميزها ويعرف الفروق النغمية فيما بينها إلا المتذوقون أو الدارسون أو اصحاب المواهب الفنية الخاصة