تدفعنا أهواؤنا أحياناً نحو تصديق ما نريد ودحض ما يزعجنا دون وعي، فعندما نجد شخصاً تميل له أنفسنا لا يتواصل معنا بصريا نقول إنه خجول؛ لكن عندما نجد شخصاً لا نحبذ وجوده بقربنا بالوضع ذاته نقول إنه غير واثق من نفسه، وهكذا نكيل بمكيالين ، فنفسر تصرفا واحداً بأسلوبين مختلفين، لنجد المسوغات لكل ما يحدث أمامنا ملائمة لأهوائنا، وقد يقع خبير لغة الجسد في براثن الظلم بسبب هذه الدوافع النابعة من العقل الباطن؛ لذلك وضعنا تقنيات هذه المهارة في قالب فلسفي يساعد القارئ على التعقل في قراءة من حوله بمنطق، فالفلسفة ليست أفكارا متعالية على الواقع؛ لكنها وسيلة لإدراكه وهي أول الداعمين لعملية الشك التي تحض الإنسان على التفكير قبل إطلاق الأحكام وصياغة الأسئلة بدلاً من تأكيد الإجابات؛ ولكن السؤال الأهم هل يمكننا التعامل مع الحقيقة؟