الأبناء هم الفرحة الكبرى للآباء والأمهات، وهم إشراقة السعادة في الحياة المظلمة، وهم بريق الأمل وسط سحائب اليأس، فقد غرس الله في فطرة بني آدم حب أبنائهم، وغرس فـيهم الفرحة الغـامرة عند سماع النبأ المنتظر، وهو نبأ وصول المولود وخروجه من عالمه الغيبـي إلى عالمنا المشهود. وإن من حق الأبناء على الآباء أن ينالوا منهم تنشئة رشيدة، مستقيمة النهج، وقويمة المسار؛ فللأبناء حق التنشئة، وعليهم في المقابل واجب الامتنان والتقدير والطاعة المستنيرة للوالدين، وإن للتنشئة مكانة عظمى قد ارتبطت بها أمانة كبرى، ومن الواجب على كل مُربّ أن يوفيها حقها. وهذا الكتاب بدوره يلقي الضوء على مجموعة من الهاديات التربوية التي نأمل أن تضع علامات دالة على طريق التنشئة النفسية الصحيحة للأطفال والمراهقين