إن الإيجابية هي القدرة على تلقي أيٍّ ما يقع علينا من مصائب بتفاؤل. لكننا للأسف لسنا مجبولين على ذلك، فقد تطورت أدمغتنا بنزعة سلبية تتجه إلى فحص كل شيء بحثًا عن أوجه التهديد؛ وذلك لإبعادنا عن أي أذى، وتلك آلية قديمة مترسخة فينا كانت تهدف إلى إبقائنا في حالة تيقظ ترقبًا للحيوانات المفترسة، لكنها أصبحت الآن تعوقنا في بعض الأوقات. لا يتعلق التفكير الإيجابي بالترويج لحالة زائفة من الشعور بالرضا، ولا يتطلب إنكارك الواقع، بل العكس هو الصحيح؛ فالتفكير الإيجابي هو مجموعة ضرورية من المهارات تتيح لك تحديد التفكير السلبي الخطأ لكي ترى موطن الإعاقة في تقدمك؛ حيث تقدم الإيجابية إطار عمل يساعدك على تحقيق أهدافك وما تطمح إليه. وإذا لم يكن من طبيعتك أن ترى الحياة برؤية إيجابية، فبوسعك أن تنمِّي هذه الرؤية عبر اتباعك مجموعة من الإستراتيجيات البسيطة والعملية. فكر في الأمر كأنك تبدأ في الترسيخ لعادة جديدة وتبدأ في إعادة تدريب عقلك على كسر الأنماط السلبية القديمة غير المجدية.
