هذا الكتاب نتاج سنوات عديدة من التفكير والكتابة حول الجندر والفلسفة النسوية والظالم. وفيه تحلل "ماري ميكولا" أمثلة نموذجية يصعب اكتشافها أحيانا- لصور القمع والهيمنة والعنصرية. وتدافع بقوة عن تحول نموذجي في التركيز، يجنح صوب الفلسفة النسوية الإنسانية، محلقة بعيدا عن الفلسفة النسوية المتمركزة حول مفهوم الجندر. ومن ثم، فإن الجزء الأول من الكتاب يلح على ضرورة التوقف عن اعتبار المرأة المفهوم المركزي للفلسفة النسوية، لنعيد صياغة تحليلاتنا للظلم من منظور إنساني. وتوضح الحجة الموضوعية الثانية للكتاب البديل الإنساني للتركيز الجندري الأكثر انتشارًا في الفلسفة النسوية. مقدمة تنظيما للظلم الاجتماعي من منظور نسوي؛ بغية إيضاح تفاصيل الحركة النسوية الإنسانية المقترحة، وبيان كيفية تطويرها بعض التحليلات غير النسوية للظلم. وينطلق هذا الكتاب من رؤية خاصة للنسوية الإنسانية، ترتكز معيارياً على مفهوم معين للاإنسانية. فليست اللاإنسانية -وفق ميكولا- شكلا آخر من أشكال الظلم، بل هي التي تجعل أشكال الظلم الاجتماعي غير عادلة. ونظرا لكونها لا تدعم الفلسفة النسوية معياريا فحسب، بل توضح أيضًا خطيئة الظلم الاجتماعي بحد ذاتها، فإن هذا الكتاب يدور بالدرجة الأولى- في فلك النظرية الأخلاقية والفلسفة النسوية، وكذا الفلسفة الاجتماعية والسياسية. وجلي أنه يتموضع منهجيا في حيز الفلسفة التحليلية النسوية؛ ما يعني أنه يجمع بين التركيز العملي للنسوية (الذي يفهم على أنه حركة سياسية لإنهاء الظلم الجنساني و/أو الجندري)، والأساليب التحليلية الشائعة (التحليل المفاهيمي والحج المنهجية)، هادفاً إلى نقد البني الاجتماعية الأبوية، مضفرا الأدوات الفلسفية السائدة بالرؤى السياسية النسوية، ما يمدنا في التحليل الأخير. بآليات أخرى لمزيد من التقصي الفلسفي السياسي.
