إن كتاب (مقدمة في المنهج) ينتظم في سلك الميثودلوجي Methodology وهو فرع من فروع المنطق يُعنى بدراسة المنهج بوجه عام، وبدراسة المناهج الخاصة بالعلوم المختلفة. ويتطرق إلى المقارنة بين طرائق البحث المختلفة، وانتقاد المناهج المستعملة. كشفت بنت الشاطئ عن أسباب وضع الكتاب وتأليفه، حيث قالت في نهايته إنها تتغيا إقناع الباحثين بجدوى التزام المنهج فيما يشتغلون به من دراسات أدبية. وقد انشغلت فيه بقضيتين أساسيتين أولاهما: تأكيد وحدة أصول المعرفة وتكامل مناهجها وتناسق مسعاها نحو الهدف المشترك، والأخرى: مجابهة ما أسمته "استهواء العلمية البحتة" الذي أصاب فريقا من أصحاب الدراسات الإنسانية؛ فطرح ثمارًا مُرَّة غير مرغوب فيها. ويكاد الكتاب يكون تصديقًا نظريًّا وتطبيقيًّا لهاتين القضيتين الأصيلتين، وتحقيقًا عمليًّا لتلك الغاية الكبرى وهي غاية إشاعة الروح العلمية والمنهجية بين جمهور الدارسين والباحثين في العلوم الإنسانية.