"يأتي هذا الكتاب، ممحاة العدم، كالتزام بتتبع نماذج رفيعة من الأدب العربي الحديث، للعمل عليها من خلال دراسات تطبيقية. إن أنبياء الإبداع المنبعثون من أرض (مَجَان) إلى العالم تصعب الإحاطة بكافة آثارها الإبداعية، فكل واحد منهم يشبه القلاع الخالدة لعُمان؛ والتي تمحو العدم بشموخها، فالوجود الراسخ والإبداع الأصيل ما هما، في نهاية الأمر، إلا ممحاة للعدم. على أمل أن يكون هذا الجهد امتداداً لما بدأته في كتب: فقه الفوضى، وإله التدمير، وعصر القارئ، وأن يفتح نافذةً على تلقي القراء للنصوص الأدبية، وأن يستمر في بيان الحاجة الملحّة لأن يهتم النقاد بأدوات التلقي، بدلاً من اكتفائهم بممارسة دور الوسيط في شرح وترجمة النظريات النقدية الحديثة. كما أرجو أن يُسلِّطُ هذا الكتاب الضوء على أهمية أن يتحول التأثُّر بالنظريات الحديثة للتلقي جهة التطبيق النقدي الذي يقدم للقراء الأدوات النقدية مع تطبيقاتها في سبيل الارتقاء بمستوى الممارسات الخاصة بتلقّي النصوص لدى عامّة القراء، بدلاً من التركيز كثيراً على التنظير الذي لن يُخل عملية إنتاج وتلقي النص الأدبي الحداثي "عصر القارئ"، بل سيبقيه في الدائرة الضيقة للتّلقي والتنظير ممثلة في دائرة النقاد المختصين فحسب". حامد بن عقيل