نشأ المؤلف في مدينة العلا التاريخية شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتربى في كنف عائلته التي أدركت شغفه بالعلم وحبه للمعرفة والاطلاع، فلم تبخل عليه لا بالقليل ولا بالكثير من أجل أن يحقق طموحه، فساعدته على الانتقال من بلدته إلى جدة، ثم إلى الرياض ثم إلى العالم الأرحب كي يحقق ما يصبو إليه؛ خدمة لدينه ومليكه ووطنه.وبنوع من الدبلوماسية-التي يُعد مؤلف هذا الكتاب فارسًا من فرسانها-يشرح الأستاذ سليمان علي البدير-باختصار غير مخل وتطويل غير ممل-بعض قواعد الدبلوماسية وأساليبها، عارضًا لبعض متاعبها، ومتحدثًا عن بعض الحوادث والقصص التي جرت خلال تنقلاته ورحلاته الدراسية والوظيفية والسياحية.ومما يأخذ بلب القارئ بين صفحات هذا السِّفر وصفه البلدان التي زارها، والمعالم التي تأثر بها؛ مستشهدًا على ذلك بصور من تلك المناطق؛ ابتداء من بلدته الأم العلا وليس انتهاء بمدينة(أوشوايا)عاصمة مقاطعة أرض النار و(أنتاريكتيكا)وجزر جنوب المحيط الأطلسي الأرجنتينية.والمتصفح لهذا الكتاب سيجد فيه المتعة في التجول والسياحة في تلك المناطق والبلدان، وسيشعر وكأنه يرافق المؤلف في رحلاته، فيتسلق معه الجبال العالية، ويتجول في الأزقة الضيقة، ويركب البحار والأنهار، ويدخل الغابات، ويرى جبال الثلج، ويخالط شعوب تلك البلاد فيعرف طباعهم، ويأكل من مطبخهم، ويستمع لنكاتهم ومشكلاتهم.