تعمدت صياغة هذا الكتاب في تسلسله أن يكون بلا تكلف، بلا مفاتيح نحوية صعبة أو حبكة قصصية معقدة، أو سيلًا من العبارات المنمقة، لأني
لا أهدف إلى إثارة شغفك المتقلب وانتباهك المتشتت لاقتنائه، أو لأعطيك حياله
دافعًا تغير به عاداتك السيئة وأفكارك النمطية التي تعجز عن تسديدها وتقويمها،
فأنت لا تعنيك صراعاتي ولا مفاهيمي نحو الحياة، ولا حتى قناعاتي المكتنزة
وإنجازاتي كما لو كانت تعنيني أنا لوحدي. لذا تركت كل الأهداف المتشابهة
والسياقات الطويلة والمتغيرات الطارئة لبت هذا العمل داخل رأسي، دون كتابتها
وسردها كبدايات، والاكتفاء بخلاصة ذلك الرخم من سيل كل تلك المتتابعات في ذيل كل
صفحة، فالعبرة دائمًا في النهاية وبالاستيقاظ قبل فوات الأوان، وهذا هو المهم.