«يصحبنا المؤلف في هذه الرحلة الممتعة إلى مدارات الشعر الساحرة لنتعرّفَ على تطلعات أولئك الحالمين بالضوء، والباحثين عن مفاتيح حدائق المستقبل. يصحبنا معهم في دروب المجاز المتحرر من أَسر السائد والمبتذل، لنشهد كيف تشتعل شموع الإلهام، وتُضاء مصابيح الخيال، وكيف تتدفق أنهار الدهشة فتنبت على ضِفافِها القصائد. يفتح الجفال عَبْر هذه اللقاءات نافذة نطل منها على عالم زاخر بالعذوبة والعذاب. رافق الشعراء في منافيهم، وقرأ خرائط الألم والغضب والتمرّد، وأحصى الهزائم والانكسارات، وسجّل شهادة بانتصار الشعر على ذلك كله. لكل واحدٍ من هؤلاء تصوّره عن جوهر الشعر. شيءٌ يُذكِّرنا برأي الشاعر لويس أراغون الذي يعتبر الكلام عن الشعر جنونًا. وكذلك مقولة أندريه بريتون «كما أنه لا توجد بصمتان متشابهتان، فإنه لا يوجد تعريفان متشابهان للشِّعر».