هذا الكتاب يعدُ محاولةً جادةً في تأصيلِ لونٍ من ألوانِ التفسير، إذ لم يُسبَق لهُ المثيلُ في المنهجيةِ والإحاطةِ والتقعيدِ والتأسيس. قدمَ فيهِ المؤلفُ دراسةً علميةً شاملةً لمنهجيةِ التفسيرِ المقارنِ وطرائقِ البحثِ فيه، فأقامهُ على أساسين متلازمين بين التأصيلِ والتطبيق. تناولَ الجانبَ التأصيليَ إرساءَ مفهومِ التفسيرِ المقارنِ ونشأتهِ وأهميتهِ وصلتهِ بألوانِ التفسيرِ الأخرى، وبيانِ أسبابِ الاختلافِ ونوعه فيه، وتحقيقِ ضوابطهِ وأصولهِ التي يقومُ عليها تقعيدًا له وتمييزاً لهذا الفنِ من فنونِ التفسير. واشتملَ الجانبُ التطبيقي على دراسةٍ علميةٍ فيهِ ونماذجٍ عمليةٍ ماتعةٍ للتفسيرِ المقارنِ بينَ أقوالِ المفسرينَ ومناهِجِهم واتِجاهاتِهم في مناحيٍ بحثيةٍ متنوعةٍ تفي بحاجةِ الباحثينَ والمتعلمينْ، وتفتح طرائق عدة في منهجيةِ البحثِ المقارنِ في التفسير وأساليبهِ من حيثُ الاستقراءِ والموازنةِ والتحقيقِ والتحليلِ والترجيحْ، ليساعدنا في الوصولِ إلى أفضلِ وأليقِ معنى كليٍ جامعْ.