إنَّ من أوائلِ العلومِ التي توجَّهتْ لها عقولُ العلماء، علومَ القرآنِ الكريم، ونخصُّ منها علمَ القراءاتِ القرآنيةِ، وذلكَ لضبطِها وتقييدِها والحفاظِ عليها، وإنَّ كتابَ «الهادي» لمحمدِ بن سفيانَ القَيرَوانيِّ يعتبرُ من أقدمِ الكتبِ التي عُثِرَ عليها في علمِ القراءاتِ، حيث إنَّه في مَصَافِّ كتبٍ عديدةٍ في هذا العلم كـ (التَّيْسِيرِ، والعُنْوَانِ، والكَافِي، والتَّبْصِرَةِ، والقَاصِدِ، والرَّوْضَةِ، والمُجْتَبَىٰ، والتَّذْكِرَةِ، والإِرْشَادِ، والسَّبْعَةِ، والمُسْتَنِيرِ) وَغَيْرِها مِنَ المَوَارِدِ العِظَامِ الَّتِي اسْتَقَىٰ مِنْهَا ابْنُ الجَزَرِيِّ، ولذلك هو أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ كِتَابِ «النَّشْرِ» لاِبْنِ الجَزَرِيِّ، إذ أُبرزَ دَوْرَ ابْنِ سُفْيَانَ القَيْرَوَانِيِّ في عِلْمِ القِرَاءَاتِ، ومَنْزِلَتَهُ بَيْنَ الأَئِمَّةِ المُصَنِّفِينَ في هَذَا العِلْمِ في القَرْنَيْنِ الرَّابِعِ والخَامِسِ الهِجْرِيَّيْنِ. هذا الكتاب من تحقيق ودراسة الدكتور: يحيى الغوثاني، المتخصِّصِ في علمِ القراءاتِ، فظهرَ بأبهى حُلَّةٍ وأدقِّ تحرير.