إنَّ القرآنَ الكريمَ كتابُ العربيةِ الأكبرُ؛ بلْ كتابُ الإنسانيةِ الأكبرُ، وكيف لا يكونُ كذلكَ وهو هدايةُ اللهِ العظمى للعالَمينَ أجمعينَ، وهو آيةُ الآياتِ ومعجزةُ المعجزات، وإنَّ القرآنَ يدعونا للتفكُّرِ فيه واستخراجِ كنوزِه، فالدارسُ المعاصِرُ عليهِ أنْ يتسلَّحَ بالأدواتِ التي تجمعُ بينَ المَوروثِ البلاغيِّ القديمِ والتَّطلُّعاتِ الأدبيةِ الحديثةِ، وكتابُنا هذا: (من إبداعِ القرآنِ الكريم) يتميَّزُ بأنَّه يربِطُ الدراسةَ الأدبيةَ المَعرفيةَ بالقرآنِ ببلاغتِه المعجِزةِ، وذلكَ بأُسلوبٍ فريدٍ مدعَّمٍ بالشواهدِ والتطبيقِ، إذ تمَّ اختيارُ الموضوعاتِ اللّازمةِ لهذا العصرِ، ممّا يُقنِعُ العقلَ ويمتِّعُ النَّفسَ والوِجدانَ، وكلُّ ذلكَ بلغةٍ سَلِسةٍ وعبارةٍ مأنوسةٍ توائمُ المثقَّفَ المعاصِرَ.