تناولَتْ هذه الرسالةُ مسألةً مهمةً لكلِّ مَن يَعملُ في دراسةِ رَسمِ وضَبطِ المصاحفِ، كذلك مَن يعملون بطباعة المصحفِ الشريفِ، حيث تناولَتْ فتوى غريبةً نسَبَها الشيخُ بدرُ الدين الزَّرْكَشيُّ (ت 794 هـ) في كتابِه البُرهانِ في علوم القرآن إلى سلطانِ العلماءِ الشيخِ العزِّ بنِ عبدِ السلام (ت 660 هـ)، مُفادُها حُرمَةُ كتابةِ المصحفِ ( الآن ) على الرُّسُومِ الأُولى باصطِلاح الأئمَّةِ، والشيخُ العِزُّ بريءٌ من هذا الكلامِ، وبقي الناسُ قُرونًا يَستشكِلونَ ما نقَلَه الزَّرْكَشيُّ عنه، واتَّكأَ على هذه الفتوى المُحرَّفةِ بعضُ دُعاةِ كتابةِ المصحفِ على ما اصطَلحَ عليه الناسُ من إملاءٍ، فجاءتْ هذه الرسالةُ الصغيرةُ لِتُبرِّئَ سلطانَ العلماءِ ممَّا نُسِبَ إليه بسببِ التحريفِ الخَطِّيِّ.