بتداءً من العنوان، تجعل هذه الرّواية من العائلة قيمةً بحدّ ذاتها والبحث عن الأمّ جزءاً من البحث عن الذّات. وهي تعتمد مساراً مخالفاً
لمسار النّضج المعتاد، أي ذاك الذي يبدأ في كنف العائلة وينتهي بالانفصال عنها
وقطع حبل السّرّة كدليل على تحقُّق النّضج الشّخصيّ. فمسار ريمي يبدأ بالانفصال
وينتهي بالاجتماع العائليّ، وبين اللّحظتين مجموعة من الاختبارات المتتالية
والمتزامنة تكون فيها استعادة الفردوس العائليّ المفقود ذروة المسار التّلقينيّ.
اختبارات هي على غرار لحظة الانفصال الأولى معقودة على الفقدان أساساً. كأنّا
بالكاتب يريد القول إنّ بناء الذّات والنّضوج العاطفي والنّفسي لا يتمّان إلاّ
بتعلّم الخسارة.