آن لنا أن نخرج عمر بن الخطاب من خانة كتب السيرة على رفوف المكتبة ، إلى مسيرتنا اليومية ..إلى حياتنا..آن لنا أن نخرج فهم عمر بن
الخطاب للقرآن ، وللسنة النبوية من كتب التاريخ إلى التطبيق العملي..الفهم
العمري للقرآن والسنة ، في مرحلة دقيقة جدا من التاريخ الإسلامي، هوا لذي مد هذا
التاريخ أفقيا وعموديا ،أفقيا في فتوحات البلدان ، عموديا في آفاق العدالة
والبناء والنهوض...لا يمكن أن نزعم أن هذا الفهم العمري هو الفهم الوحيد الصحيح
للقرآن والسنة..ولكننا نزعم أن هذا الفهم ، الذي ساهم في صنع الحضارة الإسلامية
، هو ما نحتاجه اليوم تحديدا ، من بين كل الأفهام التي قد تكون مناسبة في مراحل
تاريخية أخرى..اليوم ،في هذا الدرك الذي وصلنا له ،في تطلعنا للخروج منه ، نحتاج
إلى فهم عمر ،إلى رأس عمر ،إلى رؤية عمر ،للخروج مما نحن فيه نحو مستقبل
ناهض...نحو القيام بما خلقنا من أجله..نحتاج إلى فهم عمر تحديدا ، في هذه
المرحلة ، كي نكون ما يجب أن نكونه..هذا ليس كتابا في السيرة أو التاريخ..إنه
كتاب في المسيرة ، نحو المستقبل.