نحن نواجه قرارات خطيرة ذات عواقب مهمة خلال حياتنا اليومية, فنواجه المشاكل الصعبة
والتحديات التي علينا وحدنا أن نتحمل مسئولية حلها.
وعلى رأس كل هذا، فإنه علينا أن نقوم باتخاذ ما يصل إلى ١٠٠٠٠ قرار عادي كل
يوم،١ منها ٢٢٧ قرارًا يرتبط بالطعام فقط.٢ هل نتناول الكافيين أم لا؟ وهل يكون
فنجان القهوة صغيرا، أم وسطا، أم كبيرا، أم كبيرا جدا؟ وهل يكون كولومبيا، أم
إكوادوريا، أم إثيوبيا؟ ومزودا بالفستق، أم بالفانيليا، أم بلا مكسبات طعم؟
وبالكريمة أم باللبن؟ وبالسكر بني اللون أم بالمُحليات؟
وإذا أخطأت في اختيارك فيما يتصل بفنجان قهوتك، فهذا أمر لا يهم كثيرا, فإنه
يظهر على وجهك علامة الاشمئزاز ثم تواصل حياتك.
ولكن إذا أسأت الاختيار فيما يتصل بأموالك، أو بصحتك، أو بعملك، فإنه قد تنتهي
بك الحال لأن تكون فقيرا، أو مريضا، أو فاقدا لوظيفتك, وإذا كانت قراراتك تتصل
بآخرين - مثل والديك، أو أطفالك، أو دولتك، أو ما لديك من العاملين - فإن
خياراتك يمكن أن تؤثر بشكل لا رجعة فيه على الاتجاه الذي ستأخذه حياتهم أيضا,
وليس فقط على مستوى اليوم، بل على مستوى الشهور والسنوات التالية.
فأخطاء اتخاذ القرارات يمكن أن تؤدي إلى أن يقلل الشباب مما يدخرونه لمرحلة
المعاش، وأن يترك الأطباء الأورام الخبيثة، وأن يقوم المديرون التنفيذيون
باستثمارات كارثية، وأن تتورط الحكومات في حروب لا داعي لها، وأن يصدم الآباء
أطفالهم صدمة لا يفيقون منها.
فهذا الكتاب يعلمك كيف تقوم باتخاذ الخيارات الأفضل والقرارات الأكثر صوابا
عندما تكون المخاطر كبيرة والعواقب وخيمة - سواء كنت سياسيا، أم مبادر أعمال، أم
صاحب مهنة، أم والدا.
