إن مرحلة الطفولة من أهم مراحل تكوين شخصية الإنسان ونموها... والمجتمعات المتحضرة تعي أن الأطفال هم الأسس الهامة في صياغة المستقبل، لأن رسم المستقبل بملامحه العريضة يبدأ من الاهتمام بالأطفال, ومن هنا نولي أدب الأطفال العناية اللائقة لكي ينشأ الجيل الجديد منهم مسايراً للتطورات والتغيرات الطارئة على مجتمعاتنا وحياتنا. ولا نغالي إذا قلنا أن القصة تمثل مقاماً أولياً في تكوين الطفل العقلي، وفي تحسين ذوقه وتوسيع خياله وإغناء لغته، ولذا كان السعي حثيثاً، اليوم، لاستخدام القصة في المناهج التربوية الحديثة وفي التعليم، حيث تنقل المعلومات والخبرات بقلب قصصي فيه الكثير من الجذب والتشويق، لأن الميل إلى القصة لدى الطفل فطري، واستمتاعه بها جم وكبير... وانطلاقاً من أن الطفل والقصة متلازمان، والمدرسة كمؤسسة تربوية تستخدم القصة وسيلة تعليمية لأنها الألصق بالطفل والأكثر فائدة في جميع الوسائل التربوية الأخرى، أقدم على تأليف وإعداد هذه السلسلة الجديدة في "القصص المختارة" للأطفال لتكون عوناً لهم في تكوين شخصيتهم الإنسانية. وبالعودة لأسلوب هذه القصص نجد أنها قد جاءت بقالب تربوي فيه العظة والأخلاق السامية، أما منهجها فجاء معتمدة على الأسلوب البسيط في الرواية والمرفق بالصور الخلابة الألوان، وبحاشية تضمنت شرحاً لبعض التعابير الصعبة التي قد يتعذر على القارئ الناشئ فهمها. أما صفحات القصة الأخيرة فاحتوت على أسئلة دارت حول القصة وتمارين تطبيقية في اللغة العربية وهذا ما سيجعل من هذه السلسلة سلسلة تربوية تعليمية يحتاج إليها كل ناشئ يريد تدعيم لغته العربية بالكثير من المفردات الهامة والتي يحتاج إليها عند كتابه نص إنشائي أن التمارين فسعت لتقوية معرفته بقواعد اللغة العربية وأحوالها الإعرابية وغيرها، وفيما يلي ذكر لعناوين هذه السلسلة القصصية: جزاء الخيانة، القرد النجار، تاجر الجواهر وعازف العود، الفئران تأكل الحديد، الناسك والفأرة، الأرنب الذكية، طائر النورس الغادر، اللؤلؤة، المصدق المخدوع، حديث الشجرة.
