الرسائل الفلسفية الصغرى التي يناقشها الأستاذ الدكتور "عبد الأمير الأعسم" في هذا العمل، تبقى برأيه توليداً للأحداث وفق
نظرية "توليد الأفعال" عند المعتزلة، ففي مؤلفه القيم يفتتح الفارابي
طريق أرسطو طاليس مشرعاً أبواب الفكر الفلسفي العربي على مصراعيه أمام المشتغلين
بالفلسفة في عصره وفي العصور التالية، لتأخذ الفلسفة طابعها العلمي في التأليف
والتلخيص والشروح من فلسفة الفارابي. من هنا تكتسب الرسائل الفارابية مكانتها
بين علوم النحو واللغة، لما تمثله من طاقة لغوية ابداعية. سيجد القارئ لهذا العمل
البراهين على أهميتها وخاصة في إثبات (المفارقات) أي أن النفوس مفارقة لا محالة
وبحسب الفارابي: "أن لها خصوصية وجود، إذ لها، نمو، واعتذاء، وإدراك، وحركة
من تلقائها" أما البراهين على أنها مفارقة: "أنها تدرك المعقولات،...
وأنها تشعر بذاتها، ... وأنها تدرك الأضداد معاً...، بحيث يمتنع أن توجد على ذلك
الوجه في المادة، الرابع: وهو قناعي، إن العقل قد يقوى بعد الشيخوخة، إذا كانت
مفارقة، لم يجب أن يفسد بفساد المادة الموجبة لحدوثها..