أماثيل أسطوريّة كان نور القمر قويّاً حتّى لقد شرعت الأعشاش تُثرثر وقرى النمل يذهب ساكنوها لأشغالهم النّهاريّة. هي ذي، أخيراً، وبما لا يدع مجالاً للشّك، شجرة حور الأعراس، في كامل سموّها، تكسوها الأوراق الفضّية الهشّة والمرتعشة في خضمّ هذا السّحر القطبيّ على خلفيّة من سماء زرقاء لما وراء البحر المثلّج! تخلّى لونغرين فجأة عن ذراع رفيقته وجثا بإحدى ركبتيه على الأرض: - أوه! كنت أعتقد أنّني لونغرين، الزّنبقةُ التي صُنعت إنساناً! لكن، يا شجرة الحور المجيدة، كم تتجاوزينني! أنت من النّبات المولود هنا. أقلّ أغصانك تمتدّ جميعاً نحو موطن الآلهة، وأوراقك الفضّية الدّقيقة تُوشوش بطُهر مُتساوٍ، على عتبة فيلّا الأعراس هذه. أنت تُشاهدين الأزواج يدخلون، يدخلون ثمّ بعد أسبوعٍ يخرجون، فيذهبون، هكذا.
