هذا الكتاب “رأيته في الأيام الأخيرة، وقد نحل جسده، وطالت لحيته، وتمزقت ملابسه، وأوقف الحديث عن حلمه الغريب، مكتفيًا بترديد اسم امرأة لا نعرفها. من هذه السيدة التي أدركنا من وصفه أنها لا مثيل لها في الحُسن والطيبة؟ بحثنا جيدًا في تاريخه فلم نجد أثرًا”. تختلف رؤى النوم وأحلامه لكل شخص من ليلة إلى أخرى إلا بطل هذه الرواية، موظف التموين النزيه، فهويعيش حل متواص بالغ الغرابة. ما أن يدخل إلى النعاس حتى يُستكمل الحلم من حيث انتهى الليلة السابقة. في النوم وحده يعيش حياة رغيدة بينما واقعه غاية في البؤس والتعاسة في ظل الفقر، ونكد الزوجة الطامعة، وقهر الوظيفة. حين يضيع الحلم يبدأ رحلة بحث عنه ملهوفًا على حافة الجنون. هذا البطل ليس فردًا إنما هو رمز للذين تطلعوا إلى تغيرأحوالهم القاسية ثم استيقظوا على كابوس.