.تبحث الأنسنة في هذا الكتاب في إضفاء صفات الإنسان على المُغاير له فيزيولوجياً، سواء أكان ملموساً أم غيبيّاً؛ كما أنها تبحث في أسباب التوجّه إلى هذا المغاير وعقلنته. وقد اختصّ هذا الكتاب بالأنسنة في شعر ما قبل الإسلام، بذرة الشعر العربي؛ ومن هنا تبدأ أهمية هذا البحث؛ إذ إنّ دراسة ظاهرة ما في شعر أمّة منذ أول عصورها تبدو أكثر منهجيّة من بداية دراستها في عصور لاحقة. وقد اعتمد الكتاب على التحليل والقراءة التأويلية المستفيدة من الحياة ما قبل الإسلام، وحياة الشعراء، وعلاقاتهم الاجتماعية، وما يرتبط بها من أحداث؛ كما عمد إلى تلمّس مواضع الجمال في كل أنسنة، واستخلاص المشترك في كل منحىً من مناحي الأنسنة في شعر ما قبل الإسلام.
