يعد ديوان هذيل موسوعه ضمت بين جنباتها آلاف الأبيات من شعر قبيلة هذيل، لثلاثة وثلاثين شاعراً، فهو بذلك يمثل لغة هذيل بخصائصها وسماتها، وقد قيل هذا الشعر في عصر الإحتجاج، وقد زخرت كتب اللغة والنحو بكثير من شعر شعرائها، ويكفي أن في (لسان العرب) ذكراً لشعر أبي ذؤيب أو اسمه أكثر من ست مئة موضع، إضافة إلى المكانة التي تحتلها القبيلة التي صدر منها هذا التراث اللغوي الغزير. ومن هنا تكمن أهمية دراسة الجملة النحوية في هذا الديوان: فهي مصطلح يضم أغلب قضايا النحو العربي وجزئياته المتعددة، التي قعد لها النحويون أحكامهم، ودراساتهم في كتبهم المختلفة، وقد ضم هذا الكتاب شتات ما تفرق من قضايا معالجتهم للجملة النحوية. وتهدف هذه الدراسة إلى تقديم دراسة جديدة في النحو العربي؛ علها تكون لبنة تضاف إلى غيرها من الدراسات الوصفية الدقيقة لبنية اللغة العربية. وهي بهذا ليست دراسة في تاريخ النحو والنحاة، ولا دراسة نظرية تتناول جانباً من جوانب النحو المختلفة، فتعالجه في ضوء ما ورد عند النحويين فحسب؛ بل هي رسالة في النحو، تناقش قضية بارزة، قامت عليها دراسات النحويين في القديم والحديث وتباحثها في نص موثق هو (ديوان الهذليين).
