مراهق مثل تشارلي كرابتري بمخيلته المظلمة الشنعاء وابتسامته الشريرة، وكونه لا ينتمي إلى أي مجموعة أصدقاء، سيشتبه بعضُكم في أنه قد يكون قادرًا على فِعل أمرٍ مروع. وبالفعل، فعل كرابتري ذلك قبل خمسة وعشرين عامًا، فقد ارتكب جريمةَ قتلٍ صادمة جدًّا لدرجة أنها اجتذبت الناس لذلك النوع الغريب من السلوك الشائن الذي لا يوجد إلا في أحلك أركان الإنترنت. وألهمَ أكثر من جريمة قتل مقلدة لتلك التي ارتكبها. يتذكر بول آدامز القضية جيدًا: كرابتري وضحيته أحد أصدقاء بول. استجمع بول شتات حياته ببطء مرة أخرى، ولكن الآن بدأت حالة والدته المسنة -التي تعاني الخرفَ- في التدهور. وعلى الرغم من أن كلَّ جزء منه يقاوم، فإنه قد حان الوقت للعودة إلى المنزل. لن يمضي الكثيرُ من الوقت حتى تبدأ الأمور في السوء. يعلم بول أن المحققة أماندا بيك تحقق في جريمة قتل مُقلَّدة، هزت شوارع بلدة فيذربانك القريبة. والدته قلقة وتصرُّ على وجود شيءٍ ما في المنزل. ويطارده شخص ما. وتلك الأحداث السابقة لم تقم بشيء سوى تذكيره بأكثر الأمور المضطربة التي تخص ذاك اليوم المروع منذ خمسة وعشرين عامًا. لم يكن الأمر يخص جريمة القتل فقط ولكن حقيقة أن تشارلي كرابتري لم يُرَ مرةً أخرى بعدها.
