-الشعر مهربنا الاخير، ومستودع واقعنا واحلامنا، والرمق الذي يحيينا كلما دق الموت بابنا، تتغير الأساليب، وتتنوع الاغراض، ويتوالى الشعراء، ويبقى الشعر وحده حقيقة لا تتبدل باختلاف القائلين، فهو المعنى الباقي مهما تغيرت الألفاظ، وقد مرت القصيدة العربية بمراحل متعددة واتسمت في كل مرحلة بسمات تميزها، ومن أشهر عصور القصيدة العربية ...العصر الأموي، فقد شهد تطوراً وتجديداً في بناء القصيدة وموضوعاتها، بل وولادة فن جديد من فنونها وهو فن "النقائض" مع الحفاظ على الطابع الإسلامي.وقد جاء الكتاب في أربعة فصول تحيط بالموضوع وتدرسه في تأن وروية، فكان الفصل الأول عن قضايا المضمون، في إطلالة على الظروف السياسية المحيطة بالقصيدة الأموية والمؤثرات الإسلامية عليها من حيث الشكل الفني، ثم يعرض الفصل الثالث لقصيدة الهجاء وفن النقائض، ويختم الفصل الرابع الحديث بدراسة المؤثرات في قصيدة الهجاء والنقائض، لنقف في النهاية على مميزات القصيدة الأموية عموماً، وقصيدة الهجاء وفن النقائض على وجه الخصوص.