الليفايثن الأخير بقلم سنا دركل ... "هممتُ بإغلاق الباب في وجهه بينما وضع يديه مرة أخرى وقال: ""قاسم! ليس لديَّ مكانٌ أبيتُ فيه! لقد حجزوا على غرفتنا من أجل الديون، وإذا لم تكفُلني سأبيتُ في ميتم، أو في المخفر، أيطاوعك قلبك على تركي هكذا؟"". ""نعم.. يطاوعني"". أغلقتُ الباب رغم احتجاجه. وقفتُ قرب الباب أفكر فيما فعلته للتو؛ لا أستطيع مساعدة محمود، لا يجب عليَّ ذلك، هل أنا مسؤول عن كل مآسي العالم؟ حبات المطر المفاجئة بدأت تقرع النوافذ، أردت أن أبتعد عن الباب، أن أجلس في مكاني، أن أتابع ما كنت أفعله، لكنني لم أستطع، لم أستطع أن أتحرك. نظرت إلى نعيم، كان يراقبني بهدوء. عدت أتأمل الباب، حسمت الصراع المحتدم في داخلي وفتحت الباب مناديًا: ""محمود.. انتظر"".