في البدء يجب أن يعلـم كل قـارئ لهذا الكتاب أن ما بين يديـه هـي طبعة جديدة معدلة مع احتفاظها بالقوام الأساسي للطبعة الأم، التـي نفـذت وأصبحت ضيفـا رئيسـي عـلـى أرفـف كـبـرى الجامعات ومراكز البحوث الغرب، ينهـال منهـا كل الباحثين عن الحقيقة حتى داخل البيت الإسرائيلي ذاته بعد أن قدمت وجبة دسمة من المعلومـات حـول السؤال الذي ظـل دائـرا في الأذهـان عـن سـبب استهداف الموساد للعلماء والمفكريـن العـرب والمسلمين دون سواهم منـذ النصف الأول من القرن الماضي، والذي شهد اغتيال الدكتـور مشرفة والعالمة سميرة موسى وغيرهما من العلماء فيما بعـد مثـل الدكتور يحيى المشد والمفكر جمال حمدان والعالم اللبناني حسن الرمال والباحث العراقي توني جورج والفدائي محمود المبحوح. بعـد أن ظـل مـلـف استهداف الموساد للنخـب سـواء كانـوا عـلمـاء فـي العلوم الطبيعية أو الاجتماعيـة قـبـل إصـدار الطبعة الأولى ملفا مغلقا لسنوات يخشى الاقتراب منـه حـتـى كسـرت داركنـوز المألوف وقفـزت فـوق سـواتـر الممنـوع وألقـت حـجـراف المياه الراكدة، فحركت مياهـا كثيـرة وأسقطت أوراقـا أكثـر كـشـفـت عـورة الموسـاد ومـن يساندها مـن الأجهزة الغربية وتحالفهـا مـع الأمريكان ومـع مـرور الوقت كانت عمليات الموساد ضـد العلماء والزعماء تشهد تطـورا سريعا نجحت أحيانا في اغتيال علماء ومفكريـن جـدد مثـل العالم التونسـى محمـد الـزواري الأب الروحي للطائرات المسيرة.. والعالـم الإيراني فخري زادة والمصري أبـو بـكـر عـبـد المنعم رمضان وأخفقت في عمليـات أخـرى حولتهـا لمـادة تنـدر وسخرية مثـل فشلها في اغتيال عالم البرمجيات الفلسطيني عمر البلبيسي. ومـع كل طبعـة مـن طبعـات الكتـاب كانـت الـدار تتلقـى التهديد والتحذيـر لـوقـف طبـع الكتاب إلا أنهـا عـاهـدت نفسها أن تظـل تفضح مخطط الموساد مهما كلفها الأمر من تضحيات.
