لا تحاول "بكاء في الطوابق العلوية" أن تأخذ مكانًا غير الذي اختاره لها الكاتب "عبد الله النعيمي"الكاتب في كتابه يرغب في تمرير بعض الأفكار والخبرات المؤسساتية وإلقاء الضوء على ما يحدث وراء الكواليس في كثير من الشركات العملاقة. على الأرجح قرر الكاتب أن يُمرر تلك الأفكار في شكل حكاية كونه يدري أن الإنسان يتأثر بالقصّ، وبأن القصّ أقصر الطرق إلى إيصال المعلومة والتأثر بها.الكتاب موجّه للقارئ غير الأدبي! وليس هذا الوصف تقليلًا من الرواية. وإنما تحديدًا للفئة المُستهدفة -حسب ظنّي. ربما الحكاية موجهة إلى أغلب موظفي الشركات الذين لا يرغبون في القراءة الأدبية! قد يناسبهم الأسلوب التقريري السهل البسيط غير المُركّب.النصف الأول من الكتاب جاء جيدًا وأكثر تفصيلًا وعناية - بالتفاصيل والشخصيات على الأقل، بينما شاب النصف الثاني الكثير من الاستعجال. كان من الممكن أن يُعالج الكاتب الكثير من الأحداث والشخصيات والصراعات بشكل أكثر عُمقًا وإثارة، لكن -وأكرر -فإن ذلك لن يناسب الفئة المستهدفة وهم القراء الذين يرغبون في القراءة بلا تعقيد.تمنّيت أن يكون التناول عميقًا للصراعات في بيئة العمل، كان ذلك ليخلق نوعًا قصصيًا مميزًا وغير مُنتشر في الوسط العربي، وهو ما يُسمى مجازًا "أدب الشركات". هذا اللون له مُحبّيه، كونه يلمس الحياة الوظيفية لكثير من الناس. رأينا أمرًا شبيهًا على شاشات التليفزيون وأظن أنه سيكون ناجحًا إن قُدّم بصورة أدبية."بكاء في الطوابق العلوية" ليست رواية أدبية وليست قصة قصيرة. يناسبها وصف حكاية أو كما يصفها الكاتب "أقرب إلى مغامرة كتابية".