ينهض النقاش في هذا الكتاب على أطروحة أساسية وهي أنه قد آن الأوان للعلاقات الثقافية بين الغرب وبقية أنحاء العالم، الثالث بشكل خاص، أن تتغير على أساس من التساوي في الأهمية وتبادل المنتجات الفكرية والإبداعية وما يتعلق بها . لقد فرضت تلك العلاقة التي سادت زمناً طويلاً نتيجة لهيمنة الغرب الاستعمارية على كثير من أجزاء العالم، ومنها إفريقيا التي يخصها المؤلف باهتمامه، طريقاً ذا اتجاه واحد في الإنتاج والتلقي، في حين أن المتغيرات على اختلافها تستدعي تغيير التصور لتكون العلاقة ذات اتجاهين أو أكثر . أي أنه آن لتلك العلاقة أن تكون علاقة جدلية فلا تسمح بسيادة قطب أو قوة على أخرى . فالعولمة التي تعني انتشار المنتجات والأفكار على جميع أجزاء الكرة الأرضية نتيجة لسرعة الاتصالات وسهولتها لم تعد تعني أن الغرب هو المنتج أو المرسل الوحيد أو الدائم وغيره لا يفعل سوى التلقي والمحاكاة . ويؤكد الوضع الحالي أن أجزاء كثيرة من الكرة الأرضية تنتج وترسل، مثلما تتلقى، على الرغم من أن المساواة لم تتحقق بعد .