إذا كانت النكتة تميمةَ النص الماثل في رحابته التأويلية والذوقية، فإن الجُملة البصرية الموازية، وإحياء ثقافة الرسوم التعبيرية، من الإضافات النوعية التي يقدمها المؤلف في مختصراته الرشيقة، فالرسومات ليست ترجمة شكلية للنصوص، بل هي ترجمانٌ تعبيريٌّ موازٍ للمعاني التي تنقدح من أعطاف تلك النصوص. ما هو ماثل في هذا الكتاب لا يعدو أن يكون انبثاقة وامضة لبوارق ولوامح سطَّرها المؤلف في عديد المنجزات الكتابية والبصرية والشفاهية التي رافقت سيرته الإبداعية العامرة بالعطاء حدَّ الاحتياط، وهو إلى ذلك مشروع إجابة لسؤال الكتابة والإبداع في عالم المتاهات والوسائط الرقمية المداهمة.